1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةشمال أمريكا

الانتخابات الأمريكية.. أول مناظرة مع ترامب "كارثة" لجو بايدن

٢٨ يونيو ٢٠٢٤

مثّل أداء جو بايدن في أول مناظرة مع ترامب، نقطة ضعف للرئيس الأمريكي الحالي قبل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، فيما أثار ترامب تساؤلات حيال تردده في القطع بأنه سوف يقبل بنتائج الانتخابات أيا كانت.

https://p.dw.com/p/4hdKM
أعرب محللون أمريكيون عن صدمتهم من أداء بايدن في أول مناظرة مع ترامب
أعرب محللون أمريكيون عن صدمتهم من أداء بايدن في أول مناظرة مع ترامبصورة من: Justin Sullivan/Getty Images

اتسمت أول مناظرة بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترامب بالغرابة في بعض الأحيان. المناظرة التي دارت في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الخميس (27 يونيو / حزيران)، تناولت قضايا ساخنة أبرزها الهجرة والاقتصاد قبل نحو أربعة أشهر على إجراء الانتخابات الرئاسية.

بيد أن أهم الاستخلاصات تمثلت في أن الحزب الديمقراطي بات في ورطة فمع انطلاق المناظرة، بدى صوت بايدن ضعيفا بعض الشيء فيما أرجعت مصادر في حملته الانتخابية إلى تعرض الرئيس الحالي لنزلة برد.

ورغم ذلك، لا يتوقع كثيرون أن هذا الأمر سوف يثير القلق، لكنه جعل من بايدن يبدو وكأنه ضعيفا خاصة وان قضية عمره ظلت قضية مثيرة للجدل خلال حملته الانتخابية إذ يبلغ من العمر 81 عاما.

وفي مقابلة مع DW، قال جيه مايلز كولمان، المتخصص في رصد وتحليل الانتخابات الأمريكيةبجامعة فيرجينيا، " لو كنت مكان (مسؤولي حملته) كنت سأسرب أنه كان يعاني من السعال. لو كان [فريق بايدن] قد أعلن عن ذلك في وقت مبكر، لربما كان الأمر مقبولا لدى البعض".

بايدن "ليس المناسب"

وبعد انتهاء المناظرة، لم تكن ردود فعل الأمريكيين في صالح بايدن حيث لم يرجع الأمر إلى ضعف صوته في المقام الأول فيما لم يكن الجمهور في حاجة إلى تأكيد ترامب كثيرا من أن الكثير من العبارات التي تفوه بها بايدن غير مفهومة.

وقال خبراء إن معسكر أنصار بايدن أو المعسكر الرافض قطعا لعودة ترامب إلى البيت الأبيض، لا يرى أن المناظرة سوف تحدث فرقا كبيرا في تغيير قرارهم، لكن الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم الانتخابي، يرون في المناظرات الرئاسية فرصة للاستماع إلى آراء كلا المرشحينحول القضايا الحاسمة والوقوف على تصرفاتهم المحتملة.

وقبل المناظرة، كانت الأسئلة الأكثر إلحاحا تتعلق بمدىقدرة بايدن على تبديد أي مخاوف بشأن عمره وأيضا بمدى قدرة ترامب على التصرف بشكل مسؤول بما يتناسب مع منصب الرئيس.

Karikatur TV-Duell Biden und Trump
صورة من: DW

خبراء: بايدن أخفق

وترى إينيس بول، مديرة مكتب DW في واشنطن، أنه "لم يعد بالإمكان تلطيف الأمر"، مضيفة أن هذه المناظرة "باتت بمثابة كارثة لجو بايدن حيث كان الهدف الرئيسي من ورائها إثبات أنه مؤهل للمنصب، لكنه فشل فشلا ذريعا".

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، قال ديفيد أكسلرود، أحد كبار مستشاري الرئيس باراك أوباما حتى عام 2011، إن بايدن فشل في إعطاء الانطباع بأنه "مفعم بالحيوية حيث بدأ مشوشا بعض الشيء في بعض الأحيان."

وقال كولمان إنه على الرغم من أن فارق العمر بين بايدن وترامب لا يتجاوز سوى بضع سنوات، إلا أن الرئيس السابق أثبت بأنه أصغر في الرئيس الحالي بعشر سنوات على أقل تقدير.

ترامب يتهرب من الإجابة

ويقول خبراء إن ترامب حقق هدفه من وراء المناظرة حيث ظهر في شكل رئيس دولة على عكس مناظرته الأولى أمام بايدن أيضا في سباق عام 2020. فخلال مناظرة الخميس، لم يقدم ترامب على مقاطعة بايدن أثناء حديثه فيما كان مفيدا قرار المنظمين بأغلاق الميكروفون عن الرئيس الحالي عندما كان يتحدث بايدن الذي حاول السخرية من وزن ترامب.

ورفض ترامب الرد على أسئلة تتعلق برعاية الطفل وعمره حيث حاول أخذ السياق إلىقضيته المفضلة ألا وهي: كيف دمر المهاجرون غير النظامين الذين تمكنوا من دخول الولايات المتحدة بسبب سياسة بايدن، الولايات المتحدة".

وقال خبراء إن ترامب كذب عدة مرات خلال المناظرة فعلى سبيل المثال زعمه بأن حدود الولايات المتحدة في ظل رئاسته كانت الأكثر أمانًا "في تاريخ بلادنا"، لم يكن صحيحا إذ كان معدل الهجرة غير النظامية إلى الولايات المتحدة خلال حقبته أكثر مما كان عليه خلال الولايتين الرئاستين لسلفه باراك أوباما، بحسب تقرير صدر عن معهد بوينتر.

ترامب ونتائج الانتخابات

وفي إحدى اللحظات الحاسمة في المناظرة، رفض ترامب أيضاً القطع بأنه سوف يقبل نتائج الانتخابات المقبلة، بغض النظر عن الفائز.

وحمل الأمر في طياته تذكيرا بما حدث بعد الانتخابات الأخيرة عقب رفضه عام 2020، قبول الخسارة أمام بايدن حيث زعم ترامب أن الحزب الديمقراطي تلاعب بالنتائج فيما وصل الأمر إلى زعمه بأنها "انتخابات مسروقة" رغم أن نتائج إعادة فرز الأصوات والقرارات القضائية دحضت مزاعمه.

ماذا بعد "الإدانة التاريخية" لترامب بتهم جنائية؟

ولعبت السرديات التي تفوه بها ترامب إبان الانتخابات السابقة دورا في تشجيع أنصاره من معسكر اليمين على اقتحام مقر الكابيتولفي السادس من يناير / كانون الثاني عام 2021 في محاولة لتعطيل الانتقال الديمقراطي للسلطة في الولايات المتحدة.

وبعد تراجعه مرتين على الرد عن هذا السؤال خلال المناظرة، قال ترامب إنه سيقبل نتائج الانتخابات المقبلة شريطة أن تتسم "بالنزاهة والقانونية"، لكن دون الغوص في تفاصيل.

ذعر الديمقراطيين

وفيما يتعلق بالرئيس الحالي، فقد قال خبراء إن أداء بايدن المربك مثّل نقطة ضعف حتى في القضايا التي تعد أهم نقاط قوة حزبه الديمقراطي مثل فشله في مهاجمة ترامب بسبب القضايا الجنائية التي تلاحقه وأيضا تقاعسه عن إظهار نفسه وكأنه راعي الحقوق الإنجابية للمرأة.

وكان بايدن قد تعهد بالعمل على عودة الحق الدستوري في إجراء عمليات الإجهاض الذي ألغته المحكمة العليا عام 2022 بأصوات ثلاثة قضاة محافظين عينهم ترامب.

وعقب المناظرة، تساءل كثيرون حيال هل بإمكان الحزب الديمقراطي ترشيح بطريقة أو بأخرى مرشح بديلا عن بايدن ينافس ترامب قبل عقد الحزب مؤتمره في أغسطس/آب المقبل.

وقالت إينيس بول، التي قامت بتغطية الانتخابات السابقة، إن أداء بايدن كان دون المستوى في المناظرة مما "أثار الجدل حول كيف يمكن للحزب الديمقراطي أن يمنع بايدن من الترشح مرة أخرى؟"

وأضافت أن إحدى الطرق تتمثل في إتاحة المؤتمر الفرصة أمام المندوبين لانتخاب مرشح مختلف، مشيرة "سيكون الأمر استثنائيا في حالة النظر إلى تاريخ السياسة الأمريكية، لكن هذه الأجواء غير عادية حيث أن الديمقراطيين باتوا في حالة من الذعر".

أعده للعربية: محمد فرحان

DW Mitarbeiterportrait | Carla Bleiker
كارلا بلايكر محررة ومديرة قناة ومراسلة تغطي الأخبار العلمية وشؤون السياسة الأمريكية.@cbleiker