1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في "جيش كل الألمان".. ضعف تواجد المرأة سيما في مواقع القيادة

٢١ أبريل ٢٠٢٤

يوصف الجيش الألماني بأنه "جيش المواطن" و "جيش كل الألمان"، بيد أن نظره على تركيبة هذا الجيش تكشف ضعفا كبيرا في تواجد العنصر النسائي فيه، سيما في المواقع والرتب العسكرية العليا. فما السبب وكم نسبة النساء في "البونديسفير"؟

https://p.dw.com/p/4emSz
باتت إنكا فون بوتكامير أول امرأة تتولى قيادة وحدة مقاتلة في البحري الألمانية (27.3.2024)
باتت إنكا فون بوتكامير أول امرأة تتولى قيادة وحدة مقاتلة في البحري الألمانيةصورة من: Axel Heimken/dpa/picture alliance

  "الجميع ينصاع لأوامري"، رددت إنكا فون بوتكامير هذه العبارة العفوية خلال مراسم احتفال توليها قيادة السرب الألماني الثالث المتخصص في إزالة الألغام، لتكون بذلك أول امرأة تتولى قيادة وحدة مقاتلة في البحرية الألمانية.

ومنذ بداية الألفية، بات من الممكن أن تتولى الألمانيات أي وظيفة في الجيش الألماني (البونديسفير) عقب قيام الحكومة والمؤسسة العسكرية بتغيير سياسة الخدمة العسكرية بعد قرار أصدرته محكمة العدل الأوروبية عام 2000 بمنح النساء حق تولي جميع الوظائف العسكرية دون قيد.

وفي مقابلة مع DW، قالت ماجا أبلت، المتخصصة في الشؤون العسكرية بجامعة بوتسدام، "لقد حدث الكثير منذ ذلك الوقت".

وتشير التقديرات إلى تزايد عدد الألمانيات في الجيش مقارنة بالعقود الماضية إذ في عام 1985، كان عدد النساء اللواتي يخدمن في الجيش لا يتجاوز أكثر من مئة وهو رقم صغير جدا مقارنة بالرجال. بيد أنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، جرى توظيف أكثر من 24 ألف امرأة في الجيش الألماني  بالتوازي مع تدشين مكاتب تعمل على ضمان تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.

وفي تعليقها، قالت أبلت إن كل التطورات "طرأت على الجانب الرسمي"، مضيفة أن إجمالي أعداد النساء في كافة أفرع الجيش الألماني مازال منخفضا بما يصل إلى 24 ألف امرأة أي ما يشكل نسبة 13 بالمئة من أفراد الجيش.

وأشارت إلى أن معظم الألمانيات اللواتي يعملن في الجيش يخدمن في المجال الطبي فيما تنخفض نسبة النساء في باقي أفرع الجيش إلى أقل من 9 بالمئة، مضيفة أن هذا يأتي رغم تعهد الحكومة الألمانية برفع مستوى المساواة بين الجنسين بنسبة تصل إلى 20 بالمئة.

ألمانيا والتخلف عن الركب

وفي حالة تمكن الحكومة من الوفاء بهذا التعهد، فإن ألمانيا ستكون في مركز متقدم عن الدول الأخرى، لكنها في الوقت الراهن مازالت حبيسة مركز متأخر عن العديد من الدول إذ على سبيل المثال يجند الجيش الأمريكي ما يقرب من 20% من النساء فيما تصل النسبة إلى 10 بالمئة في صفوف قوات مشاة البحرية الأمريكية المعروفة باسم "المارينز" التي تتطلب الكثير من التدريبات الصعبة.

وأوروبيا، حققت النرويج الكثير من التقدم في مجال تجنيد النساء حيث تبلغ نسبة المجندات مقارنة بالجنود الرجال 15.7 بالمئة فيما تصل نسبة الفرنسيات في الخدمة المسلحة إلى 16.5%.

من جانبها، شددت مفوضة الجيش  في البرلمان الألماني "البوندستاغ"، إيفا هوغل، على أهمية التواجد النسائي داخل الجيش، إذ أشارت في تقريرها السنوي الأخير إلى أن الدراسات تفيد بأن "الفرق المختلطة هي الأفضل والأقوى دائما".

بدورها، قالت أبلت إن التواجد النسائي في الجيش الألماني سيضمن الاهتمام بقضايا المرأة في مناطق الصراعات وهو البعد الذي يلقى استحسانا من قيادة الجيش.

وخلال تفقده مركز توظيف تابع للجيش الألماني في مدينة شتوتغارت في أغسطس / آب الماضي، انتقد وزير الدفاع  بوريس بيستوريوس  بشكل واضح انخفاض أعداد الألمانيات في الجيش، قائلا: "هذا ليس كافيا بل ويتعارض مع التأكيد على أن الجيش الألماني هو جيش كل الألمان وجيش المواطن".

وفي تقريرها، أكدت هوغل على أن الطريق مازال طويلا للقول بأن الجيش الألماني هو "جيش المواطن" خاصة في المناصب العليا، مشيرة إلى أن الجيش الألماني "لا يضم سوى ثلاث نساء برتب جنرال وذلك رغم أن تولي النساء مهام خطيرة مثل تولي امرأة قيادة كتيبة في الجيش".

الجدير بالذكر أن استطلاع للرأي أجراه مركز التاريخ العسكري والعلوم الاجتماعية التابع للجيش الألماني كشف عن أن 36% فقط من الشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 16 و29 عاما يعتبرن الجيش الألماني جهة عمل جذابة فيما بلغت النسبة بين الرجال أكثر من 56 بالمئة.

الجيش.. صورة مصغرة للمجتمع

ويعزو الباحثون قلة انجذاب النساء   للجيش  إلى عدة أسباب أبرزها   صعوبة التوفيق بين العمل العسكري والأسرة  وأيضا حالات  التحرش الجنسي. 

وفي ذلك، قال تقرير مفوضية الجيش الألماني في البوتستاغ إن فترة دورة الأركان العامة تمتد لعامين فيما لازال  التحرش يمثل مشكلة في الجيش الألماني إذ جرى الإبلاغ في عام 2022 عن أكثر من 350 واقعة يشتبه بكونها جريمة ضد تقرير المصير الجنسي.

وكشفت دراسة داخلية أجراها الجيش الألماني أن 80 بالمئة من المتضررين هم من النساء.

وفي تعليقها، قالت أبلت إن انخفاض أعداد النساء في الجيش الألماني يرجع إلى عوامل اجتماعية إذ يعكس الجيش مناحي من الحياة ما زال الرجال يهيمنون عليها، مضيفة "وظيفة الجندي ينظر لها بأنها الوظيفة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالرجولة".

لكنها قالت إن ارتفاع عدد النساء في الفرع الطبية الجيش يظهر إصرار الألمانيات على خدمة بلادهن، مشيرة إلى أن تولي النساء مناصب عليا في الجيش سيلهم الكثير من الألمانيات.

وأضافت "من المهم أن نرى ذلك ممكنا وأنا لست الوحيدة التي ترى إمكانية تولي النساء مناصب قيادية في الجيش. وجود النساء في المناصب العليا سيكون مصدر إلهام ويفتح المجال أمام الكثير من الألمانيات".

بدورها، قالت إنكا فون بوتكامير إنها تعتبر نفسها مثالا يحتذى به، رغم إقرارها أن توليها قيادة سرب في البحرية الألمانية قد يُنظر إليه باعتباره أمرا نادر الحدوث.

وفي ذلك، قالت إن "التركيز على كون المجندة امرأة يعد مشكلة. يوفر الجيش الألماني لي ولزوجي الفرصة لشغل مناصب قيادية والقدرة على التوفيق بين عملي في الجيش وحياتي الأسرية، لكنه أمر مرهق ومتعب بلا أدنى شك لأنه يتطلب الكثير من التنظيم والتخطيط".

أعده للعربية: محمد فرحان