1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ماذا يعني تدخل طرف ثالث أمام محكمة العدل الدولية؟

١٨ يناير ٢٠٢٤

أعلنت ألمانيا أنها ستنضم إلى المحاكمة بتهمة الإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية كطرف ثالث. يجيب خبير القانون الدولي شتيفان تالمون على أهم الأسئلة حول هذا الإجراء القانوني.

https://p.dw.com/p/4bJX3
 جلسة الاستماع في دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل - 12 يناير 2024
يمكن لأي دولة موقعة على المعاهدة التدخل في لاهاي - الصورة من جلسة الاستماع في دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيلصورة من: Thilo Schmuelgen/REUTERS

تقاضي جنوب إفريقيا إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة انتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948. وخلال الأسابيع المقبلة ستقرر محكمة العدل الدولية ما إذا كانت ستأمر باتخاذ تدابير وقائية مؤقتة.

فيما قد تستغرق المحاكمة الرئيسية بشأن قضية انتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية سنوات، وتتعلق بالحرب الحالية التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد حركة حماس في قطاع غزة الفلسطيني، والتي اندلعت بسبب الهجوم الإرهابي الذي شنته الجماعة الإسلاموية المسلحة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل.

وحماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وأعلنت ألمانيا قبل أيام أنها تريد المشاركة في هذه القضية كطرف ثالث أمام محكمة العدل الدولية:

 

لماذا تنضم دولة ثالثة إلى إجراءات محكمة العدل الدولية؟

إنه أمر ممكن، كما يشرح خبير القانون الدولي في بون شتيفان تالمون في مقابلة مع DW، لأن اتفاقية منع الإبادة الجماعية هي معاهدة دولية. و"بموجب المادة 63 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية، يجوز لأي طرف في معاهدة متعددة الأطراف التدخل في نزاع يتعلق بتفسير المعاهدة."

حوالي 150 دولة وقعت على اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948. وهذا لا يشمل طرفي النزاع،  جنوب إفريقيا وإسرائيل،  فحسب، وإنما ألمانيا أيضا. السبب الذي يجعل دولة ما تقرر التدخل بهذه الطريقة، وفقا لأستاذ القانون تالمون، هو أن تفسير المعاهدة من قبل المحكمة يؤثر على جميع الأطراف الموقعة.

مبنى محكمة العدل الدولية في لاهاي
مبنى محكمة العدل الدولية في لاهايصورة من: Thilo Schmuelgen/REUTERS

هل يعني هذا الانحياز إلى أحد الجانبين؟

من الناحية النظرية، يوضح تالمون، فإنك تدخل في الإجراءات القانونية بشكل محايد، حيث تقوم  بمساعدة المحكمة في تفسير المعاهدة. ولكن من الناحية العملية، دائما ما ترغب الدولة المتدخلة في دعم أحد طرفي القضية، من خلال التفسير الذي تقدمه.

وهذا ينبع من طبيعة الإجراءات، كما يقول تالمون: "عندما تكون كان لديك خصومة قضائية - أي إجراءات تقاضٍ بين طرفين - ويتعلق الأمر بتفسير المعاهدة، فإنك حتما ستؤيد أحد الطرفين، اعتمادا على كيفية تفسير المعاهدة".

وكانت الحكومة الألمانية قد ذكرت بالفعل في بيانها الصحفي أنها تريد أن تعارض بحزم أي "استغلال سياسي" لاتفاقية منع الإبادة الجماعية، ورفضت صراحة الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل، معتبرة أنه ليس لها أي أساس. ولقد شكرها  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  على الدعم، بينما انتقدت ناميبيا بشدة قرار الحكومة الألمانية.

رفض إسرائيل لاتهامها بارتكاب الإبادة الجماعية

 

ما الدور الذي تلعبه الدولة المتدخلة في هذه الدعوى؟

"تقدم الدولة المتدخلة إلى المحكمة تفسيرها لأحكام المعاهدة المعنية"، كما يشرح البروفيسور تالمون. ويتم ذلك من خلال البيانات المكتوبة وأيضا في جلسات المرافعة الشفهية. ولا يُسمح للدولة المتدخلة سوى بالتعليق على تفسير أحكام المعاهدة، وليس على محتوى القضية نفسها، كما يوضح خبير القانون الدولي الذي يبحث ويدرّس في جامعة بون.

 

ما مدى شيوع تدخل الدول؟

يقول تالمون إنه في العامين أو الثلاثة الماضية، أصبح شائعا أكثر أن تتدخل دول أخرى في الدعاوى المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية. وفي قضيتين أخريين تتعلقان باتفاقية منع الإبادة الجماعية، هما دعوى أوكرانيا ضد روسيا وغامبيا ضد ميانمار - انضمت دول أخرى، بما في ذلك ألمانيا، إلى الإجراءات.

وحتى الآن، أعلنت بنغلادش والأردن أنهما ترغبان في الانضمام ودعم الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا، كما يقول تالمون. ويتوقع صدور أكثر من 30 إعلانا للتدخل في العملية برمتها، غالبيتها لدعم جنوب إفريقيا.

أعده للعربية: ف.ي